المادة    
قال الإمام الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ:
[وهو المبعوث إِلَى عامَّة الجِنِّ، وكافَّةِ الوَرَى، بالحقِّ والهُدَى، وبالنُّورِ والضِّياءِ]
قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ:
[أما كونُه مبعوثاً إِلَى عامة الجن، فقد قال تَعَالَى حكايةً عن قَوْلِ الجن: ((يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ)) [الأحقاف:31] وكذا سُورَةُ الجن تَدُّلُ عَلَى أنه أُرسِل إليهم أيضاً، قال مُقاتِل: لم يبعث الله رسولاً إِلَى الإنس والجن قبله، وهذا قولٌ بعيد، فقد قال تعالى: ((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُم))[الأنعام:130] الآية والرسلُ من الإنس فقط، وليس مِن الجن رسول، كذا قال مجاهد وغيرُه من السلف والخلف.
وقال ابنُ عباس رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما: الرسل من بني آدم، ومن الجن نُذُرٌ، وظاهرُ قوله تَعَالَى حكايةً عن الجن ((إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى)) [الأحقاف:30] الآية يدل عَلَى أن موسى مرسل إليهم أيضاً. والله أعلم.
وحكى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم أنه زَعَمَ أن في الجن رسلاً، واحْتَجَّ بهذه الآية الكريمة وفي الاستدلال بها عَلَى ذلك نظر لأنها محتملة وليست بصريحة، وهي - والله أعلم - كقوله: ((يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)) [الرحمن:22] والمراد: من أحدهما] إهـ.

الشرح:
انتقل المُصنِّفُ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- إِلَى قضية أخرى وهي عموم رسالة نبينا صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الجن والإنس، فَيَقُولُ: [وهو المبعوث إِلَى عامة الجن، وكافة الورى بالحق، والهدى، وبالنور والضياء]، ابتدأ الإمام ابن أبي العز الشرح بالكلام عن إرسال الرسل إِلَى الجن.
  1. تقرير بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الجن

  2. بعض خصائص الجن

  3. هل رسل الجن من الإنس أو من الجن

  4. الجن مثل الإنس في الثواب والعقاب

  5. مسألة تتعلق بلغة العرب في التفسير